الطريق إلى الصداقة الطيبة بقلم عبد الملك القاسم

الطريق إلى الصداقة الحقيقية بقلم عبد الملك القاسم. يتميز هذا الكتيب بتعزيز الصداقة الحقيقية في المجتمع. وقد اختار المؤلف أحاديث نبوية ناصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح. هذه النصائح تشجع على الصداقة الحقيقية في المجتمع الإسلامي، وتفتح الباب واسعًا أمام بناء ثقافة إسلامية حضارية. هذا المجتمع القائم على الصداقة الحقيقية يزرع العدل والمساواة ومحبة الإنسانية.

Darussalam

• عبد الملك القاسم

الصفحة:01 الطريق إلى الصداقة الطيبة
بقلم: عبد الملك القاسم
الصفحة 0:02
في الحياة الدنيا، وفي مراحل الحياة المختلفة، يحتاج الإنسان إلى أصدقاء وأقران ورفقاء أخيار، يُؤنسه ويؤنس وحدته في الطريق وفي الرحلة التي يجب على كل إنسان أن يسلكها ويمضي فيها. إن صحبة الإنسان وأصدقائه مصدر عون وفرج عند المصائب، يفرح عند الفرح ويحزن عند الحزن، إذا كانوا أصدقاءً صالحين رزقهم الله دينًا وسلوكًا حسنًا وسلوكًا رفيعًا. وهذه الصحبة، ولا بد أن تكون، من أهل البر والإخلاص والنصح وحسن الخلق والصدق والدين الإسلامي.
لا شك أن حسن الخلق يُثمر المودة والرفق واللين، وكلما حسّن الخلق، كان الثمر أطيب وأحلى. وقد ذكر الله تعالى في كثير من الأحيان روابط المودة والرحمة بين الأصحاب، بشرط أن تكون صداقتهم مبنية على التقوى والدين ومحبة الله. كما ذكّر الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بعظيم فضله ونعمته، فقال:
لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ما أَلَفَتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّه أَلْفَ بينهم ﴾ [الأنفال: 63]
لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم (63)
وقد حذر الله تعالى من الفرقة وحرمها:
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّه عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا. وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ
الصفحة:03
واعلم أنه ليس كل أحد يصلح أن يكون صديقًا. روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
الرَّجُلُ على دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنظُرْ أَحَدِكُم من يُخالِلُ .
"المرء على دين خليله، فليختر أحدكم من يخالل" (أحمد وأبو داود والترمذي وصححه النووي)
هناك علامات وصفات ودلالات تساعد الإنسان على التمييز واختيار من يصادقه ويرتبط به حسب ما يرغب فيه من الصداقة أو الصحبة.
هناك مكاسب دينية ومادية ينبغي البحث عنها في أي صداقة أو ارتباط. تشمل المكاسب المادية كسب المال والشهرة، أو حتى مجرد الصداقة والرفقة. أما المكاسب الدينية من الصداقة فتشمل تعلم العلوم الدينية والاقتداء بالأعمال والأقوال الصالحة، ليُعوَّض عن جميع أنواع الرجس التي قد تُصيب القلب وتُعيق عن أداء العبادات.
لذلك أيها المسلم اختر الصديق أو الرفيق الحكيم حسن الخلق الصالح، الذي لا يكون فاسقاً ولا مبتدعاً في الدين ولا محباً للدنيا.1
أثنى الله على الصحبة الصالحة وجعلها من أسباب الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله تَعَالى يَقُولُ يَومَ القِيامَة : حيث المتحابون بِجلالي، اليَوْمَ
أظلهم في ظِلِّي يوم لا ظل إلا ظلّي